يقول:" المشهور عند جمع من سلف المفسرين، أنها نزلت بعد عشرة أيام من التي قبلها، وذلك أن بعض المسلمين القادرين على تقديم الصدقة قبل النجوى شق عليهم ذلك، فأمسكوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم فأسقط الله وجوب هذه الصدقة.
وقد قيل: لم يعمل بهذه الآية غير علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولعل غيره لم يحتج إلى نجوى الرسول صلى الله عليه وسلم واقتصد مما كان يناجيه " ثم يتابع حديثه قائلا: " قال المفسرون: على أن هذه الآية ناسخة للتي قبلها فسقط وجوب تقديم الصدقة لمن يريد مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وروي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما واستبعده ابن عطية "(١).
إن ابن عاشور -رحمه الله- لم يضف جديدا إلى ما قاله ابن الجوزي، وما اعترض به ابن عطية، الأمر الذي يقتضينا أن نتعرف على رأي صاحب الظلال لعلنا نجد عنده إضافة جديدة في تفسير هذه الآية، قال صاحب الظلال: وهكذا يتولى القرآن تربية النفوس وتهذيبها، وتعليمها الفسحة والسماحة، والطاعة بأسلوب التشويق والاستجاشة، فالدين ليس بالتكاليف الحرفية، ولكنه تحول في الشعور، وحساسية في الضمير. . . ثم يقول: كذلك يعلمهم القرآن أدبا آخر في علاقتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم فيبدو أنه كان هناك تزاحم على الخلوة برسول الله صلى الله عليه وسلم ليحدثه كل فرد في شأن يخصه، ويأخذ فيه توجيهه ورأيه أو ليستمتع بالانفراد به مع عدم