للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن هؤلاء الثلاثة الذين أصابهم هذا الكرب الشديد عن طريق إطباق الغار عليهم، يطلبون من الله تعالى أن يفرج عنهم كربهم، ويزيح عنهم بلاءهم، ويقدمون بين طلبتهم هذه صوالح أعمالهم؛ لأنهم دائما يحرصون على مرضاة خالقهم، عن طريق تنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، وهم مع هذا كله يتوبون إليه عندما يقعون في الصغير والجليل؛ عسى الله أن يتوب عليهم.

ولقد استجاب لدعائهم الخبير بأحوالهم، والمطلع على سرائرهم، والعليم بكل ذرة من ذرات كيانهم: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (١). وفي النهاية نقول لهؤلاء الشاردين والشاردات الهاربين إلى طريق الغواية، الفارين إلى وسوسة الشيطان، فروا إلى خالقكم وعودوا إلى بارئكم فالسماء مفتحة الأبواب لكل توبة نصوحة، ورحمة الله واسعة تسع صغائر الذنوب وعظائمها، وعلينا جميعا أن نستجيب إلى دعوة الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (٢) هذا وبالله التوفيق.


(١) سورة الملك الآية ١٤
(٢) سورة الزمر الآية ٥٣