المرض، والبرء تم وهو في السابعة عشرة، ولعلهما اعتبرا فقدان البصر، مع بداية المرض، وبذا يمكن التوفيق بين الرأيين.
إن مرض عيني الشيخ محمد، ثم فقدان البصر، لم يفتا في عضد الشيخ محمد -رحمه الله- ولم يوهنا عزيمته عن طلب العلم، لوجود سببين هيأهما الله له: الأول: النشأة في المحيط العلمي وترغيب والده له في العلم، فتلازم الدافع مع الترغيب، ونمى ذلك ما جعل الله في قلبه من حب للعلم، الذي وجد أسبابه ميسرة، والترغيب فيه مبسوطة، وكأن الشاعر عناه بقوله:
وينشأ ناشئ الفتيان منا ... على ما كان عوده أبوه
والسبب الثاني: الموهبة التي خصه الله بها: من ذكاء فطري، وحافظة وقادة؛ لأن العلم لا بد له من وسيلة معينة على التحصيل، ووعاء يحفظ العلم، وهاتان الخصلتان قد خص الله بهما الشيخ محمدا، منذ تفتح ذهنه على الدنيا. . فالله جلت قدرته، إذا أراد شيئا هيأ أسبابه.