للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ب- من صفاته:

١ - منحه الله ذاكرة قوية، وحافظة نادرة، فكان مع حفظه لأقوال العلماء، ومعرفته لمظانها من كتب العلم، كان يحفظ كثيرا من القصائد المطولة، وكانت المعاملة الطويلة التي تبلغ ثلاثمائة صفحة تقرأ عليه، ثم يملي ما يرى مستحضرا كل ما مر فيها من الجزئيات، ولم يكن غريبا منه أن يدل القارئين على مواضع الأبحاث في كتبها ذاكرا رقم الصفحة أحيانا.

٢ - بدت علائم الذكاء عليه وهو صغير، يقول الشيخ عبد الله بن منيع رواية عنه - رحمه الله: كنت في آخر العام الثاني من عمري فدخلت والدتي غرفة نومها، فرأيتها تبحث عن شيء فظننت أن ذلك الشيء الذي تبحث عنه مكحلتها، فأشرت إليها أن المكحلة في طاق الغرفة، ففرحت بإشارتي وضمتني ضمة، لا أزال أتذكرها حتى يومي هذا.

وكان يدرك حقيقة ما يعرض عليه من المشكلات، فيكشف ما وراءها من الدوافع ببصيرته الفذة، ولا ينطلي عليه كيد أو احتيال. ورغم أنه لم يحمل الساعة في حياته فإنه يدرك الوقت ولا يكاد يخطئ فيه بضع دقائق.

٣ - قد رزقه الله قلبا طاهرا، فهو لا يحمل ضغينة على من أساء إليه، ولا ينتقم من أحد ناله بأذى؛ فكان يصفح ويتجاوز.