وقد كتب له بعض المحبين أبياتا رقيقة، فأجابه رحمه الله بقوله:
عليك مثل الذي أهديت يشفعه ... تحية ما شدا بالبان صادحه
في روضة من رياض الخرج باكرها ال ... وسمي والصيف تسقيها روائحه
ورحمة الله ما أبدى أخو مقت ... من الوداد الذي تخفى جوانحه (١)
فالشيخ محمد مع قدرته الشعرية، وفهمه للعروض جيدا، فإنه ينظم الشعر على طريقة العلماء في الرثاء، والتوجيه والنصح، ولم يشغل نفسه به؛ لئلا يلهيه عن المقصد الحقيقي لطالب العلم، خاصة وأن للقرآن الكريم، وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأيا في الشعر منفرا. ومن هنا كانت نظرة علماء الإسلام للشعر بأنه يزري بالعلماء، كما روي للشافعي قوله - وقيل لغيره - هذا البيت:
ولولا الشعر بالعلماء يزري ... لكنت اليوم أشعر من لبيد
(١) المصدر: الشيخ صالح بن معالي الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم