إلا أن الشيخ عبد الله بن بسام قال في كتابه (علماء نجد خلال ستة قرون): إنه ناهز الثمانين من عمره، وهو في نشاطه وفي أعماله ومهام منصبه، ثم أصيب بمرض عضال فسافر من أجل علاجه إلى لندن مرتين، وعاد في المرة الثانية وقد أثقله المرض، وفي يوم الأربعاء بعد الظهر، من يوم الرابع والعشرين من شهر رمضان عام ١٣٨٩ هـ انتقل إلى رحمة الله تعالى، فصلي عليه بعد صلاة العصر في جامع الرياض الكبير، وكان الجمع حاشدا والزحام شديدا، حيث خرجت الأمة كلها لتشييع الفقيد، وكان على رأس المشيعين جلالة الملك فيصل، وفيهم الأمراء والعلماء والوزراء والأعيان، ودفن في مقبرة العود بالرياض، وحضر العزاء في بيت الفقيد الملك فيصل، وأبدى أسفه الشديد على الفقيد، وظهر أثر ذلك على جلالته، وترحم عليه وأثنى عليه، وذكر خسارة البلاد بوفاته، وواسى أفراد أسرته والحاضرين من العلماء على عادته في تقدير المواقف ومعرفة الرجال.
والحقيقة أن الشعب هزته وفاته، وأصيب أفراده جميعا بالفزع لفقده، ورأوا أنهم فقدوا شخصية كبيرة غالية، من أعز أبناء البلاد عليها، لا سيما أهل العلم الذين يرون فيه الوالد والشيخ والرئيس والمرجع.