للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلامه رحمه الله.

والآثار في هذا المقام عن السلف كثيرة: فالواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفيضانات - البدار بالتوبة إلى الله سبحانه، والضراعة إليه، وسؤاله العافية، والإكثار من ذكره واستغفاره، كما قال - صلى الله عليه وسلم - عند الكسوف: «فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره (١)» ويستحب أيضا رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ارحموا ترحموا (٢)»، «الراحمون يرحمهم الرحم، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء (٣)» وقوله صلى الله عليه وسلم: «من لا يرحم لا يرحم (٤)» وروي عن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا.

ومن أسباب العافية والسلامة من كل سوء مبادرة ولاة


(١) جزء من حديث متفق عليه أخرجه البخاري في (كتاب الكسوف) باب الذكر في الكسوف ٢/ ٣٠، ومسلم في (كتاب الكسوف) باب ذكر النداء لصلاة الكسوف " الصلاة جامعة " ٢/ ٦٢٨.
(٢) أخرجه الإمام أحمد ٢/ ١٦٥.
(٣) أخرجه أبو داود في (كتاب الأدب) باب في الرحمة ١٣/ ٢٨٥، والترمذي في (كتاب البر والصلة) باب في رحمة الناس ٦/ ٤٣.
(٤) أخرجه البخاري ٥/ ٧٥، ومسلم ٤/ ١٨٠٩، وأبو داود ١٤/ ١٣٠، والترمذي ٦/ ٣٣.