للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقرن طاعة الرسول بطاعته سبحانه، وقال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (١). فعلق الرحمة بطاعة الله ورسوله، وقال سبحانه أيضا في سورة آل عمران: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٢) {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} (٣)، وقال سبحانه في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} (٤). فأمر سبحانه بطاعته وطاعة رسوله أمرا مستقلا، وكرر الفعل في ذلك: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} (٥) ثم قال: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (٦) ولم يكرر الفعل؛ لأن طاعة أولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله، وإنما تجب في المعروف حيث كان ما أمروا به من طاعة الله ورسوله ومما لا يخالف أمر الله ورسوله، ثم بين أن العمدة في طاعة الله ورسوله فقال: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (٧) ولم يقل سبحانه إلى أولي الأمر منكم، بل قال: {إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (٨)؛ فدل ذلك على أن الرد في مسائل النزاع والخلاف إنما يكون لله ولرسوله. قال العلماء معنى إلى الله: الرد إلى كتاب الله، ومعنى والرسول: الرد إلى الرسول في


(١) سورة آل عمران الآية ١٣٢
(٢) سورة آل عمران الآية ٣١
(٣) سورة آل عمران الآية ٣٢
(٤) سورة النساء الآية ٥٩
(٥) سورة النساء الآية ٥٩
(٦) سورة النساء الآية ٥٩
(٧) سورة النساء الآية ٥٩
(٨) سورة النساء الآية ٥٩