للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر باتباعه، وحذر من مخالفته عليه الصلاة والسلام، فمن زعم أنه يأخذ بالقرآن، ويتبع القرآن دون السنة فقد كذب؛ لأن السنة جزء من القرآن، فطاعة الرسول جزء من القرآن، وقد دل على الأخذ بها القرآن، وأمر بالأخذ بها القرآن، فلا يمكن أن ينفك هذا عن هذا، ولا يمكن أن يكون الإنسان متبعا للقرآن بدون اتباع السنة، ولا يكون متبعا للسنة بدون اتباع القرآن، فهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر. ومما جاء في السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ما رواه الشيخان البخاري ومسلم رحمة الله عليهما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني (١)». وفي صحيح البخاري رحمة الله عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " قيل: يا رسول الله، ومن يأبى، قال: " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى (٢)». وهذا واضح في أن من عصاه فقد عصى الله، ومن عصاه فقد أبى دخول الجنة والعياذ


(١) رواه الإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) برقم (٧٣٨٦)، والبخاري في (كتاب الأحكام) برقم (٧١٣٧)، ومسلم في (الإمارة) برقم (١٨٣٥).
(٢) رواه الإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) برقم (٨٥١١)، والبخاري في (كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة) برقم (٧٢٨٠).