للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١) المسائل النظرية:

ما الكائن؟

ما أصله؟

ما المصير الذي ينتظره هو وما تفرع منه؟

أفي طوق عقل الإنسان أن يضع حلولا لهذه المسائل، أم أن ذلك في حكم المستحيل؟

كل هاتيك المسائل تعتبر مسائل ميتافيزيقية (ما وراء الطبيعة).

(٢) المسائل العلمية:

كيف يجب أن يكون مسلكنا في الحياة؟

كيف نربي الناشئين تربية حسنة؟

ماذا يجب لقيادة الدولة حتى تسير على النهج المستقيم؟

كل هاتيك المسائل عليها تتوقف الأخلاق أو تستمد هي من الأخلاق.

* وهذا الذي ذكره الأستاذ أندريه كرسن هو رأينا الذي نسير على ضوئه في موضوعنا هذا.

* إن كل من يتصفح تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام يجد مجموعة من كبار المفكرين بحثوا، في تعمق، الموضوعات الفلسفية هذه، وانتجوا فيها انتاجا يتفاوت كما وكيفا بحسب شخصياتهم.

* وبدأت هذه المجموعة بفيلسوف العرب: " أبو يعقوب الكندي ثم كان الفارابي وابن سينا وغيرهم.

* ونتساءل الآن: لماذا كان المحدثون وكثير غيرهم خصوما للفلاسفة؟

وما هي حكمتهم في ذلك؟

* إن موقفهم من الوضوح بمكان، وذلك أن موضوع الفلسفة هو نفسه موضوع الدين.

* إن الدين: إلهيات وأخلاق تستند إلى الوحي، والوحي معصوم، والفلسفة إلهيات وأخلاق تستند إلى العقل، والعقل يخطئ ويصيب، وهو حينما يخطئ لا يعلم يقينا أنه أخطأ، وحينما يصيب لا يعلم يقينا أنه أصاب.

* ويقولون، أو لسان حالهم يقول:

" لقد ضمن الله لنا العصمة في الوحي، ولم يضمن لنا العصمة في الآراء العقلية ".

* وحينما أخذ المتفلسفون يترجمون كتب اليونان وغيرهم قال معارضو الفلسفة:

" إذا كان ما عند اليونان في العقائد حقا فعندنا ما هو أحق منه وهو عقائد الإسلام، لأنها بالأسلوب الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ونحن إذا في غنى عن عقائدهم. وإذا كان ما عندهم باطلا