للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلف الصالح.

وقد أنكر الإمام أحمد رحمه الله تعالى وغيره من أئمة الإسلام على أهل التفويض وبدعوهم؛ لأن مقتضى مذهبهم أن الله سبحانه وتعالى خاطب عباده المؤمنين بما لا يفهمون معناه ولا يعقلون مراده منه، والله سبحانه وتعالى يتقدس عن ذلك.

والواجب هو التفويض في كيفية الصفات، فكما أننا لا نعلم كيفية ذاته سبحانه وتعالى كذلك صفاته لا نعلم كيف هي، فنحن نؤمن بها وإن لم نعلم كيفيتها.

هذه أمثلة على اضطراب المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب، ولم أتتبع ذلك في جميع مصنفاته عفا الله عنه وغفر له.

ب- مذهبه:

درس المؤلف المذهب الحنبلي وتفقه فيه، ولذا فهو يعد من علماء الحنابلة الكبار، وقد قام بتدريس الفقه الحنبلي بجامع ابن طولون بالقاهرة فترة من الزمن (١)، وألف فيه الكتب والرسائل، مثل: كتاب " دليل الطالب، وكتاب غاية المنتهى في جمع الإقناع والمنتهى " (٢).

وقد سبق ذكر بيتين من الشعر للمؤلف يبجل فيها الإمام أحمد رحمه الله ويذكر فيه حبه له والسير على مذهبه وتقليده له.


(١) السحب الوابلة (٤٦٣).
(٢) عنوان المجد (١/ ٣١، ٣٢)، مختصر طبقات الحنابلة (١٠٩).