للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم، وأن يصلح قادتهم، كما أسأله أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، وأن يعينهم على كل خير، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يعيذهم من بطانة السوء، وأن ينصر بهم الحق ويجعلنا وإياكم وإياهم من الهداة المهتدين.

أيها الإخوة في الله: إن الله جل وعلا خلق الثقلين ليعبدوه، وأرسل الرسل لهذا الأمر العظيم، وأنزل الكتب لهذا الأمر، قال جل وعلا: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١). لهذا الأمر خلق الله الناس، جنهم وإنسهم، رجالهم ونساءهم، عربهم وعجمهم، أغنياءهم وفقراءهم، كلهم خلقوا ليعبدوا الله، لم يخلقوا عبثا ولا سدى، قال جل وعلا: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (٢) إنكارا على من ظن ذلك، وقال جل وعلا: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} (٣). يعني: مهملا لا يؤمر ولا ينهى، وقال جل وعلا: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا} (٤). فالله خلق الخلق ليعبدوه، ما خلقهم باطلا ولا عبثا ولا سدى، خلقهم لأمر عظيم، وهو أن يعبدوه بطاعة أمره، وترك نواهيه، والإخلاص له في جميع العبادات، والوقوف عند حدوده، هذه هي العبادة التي خلقوا لها، كما قال سبحانه في سورة الذاريات


(١) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٢) سورة المؤمنون الآية ١١٥
(٣) سورة القيامة الآية ٣٦
(٤) سورة ص الآية ٢٧