للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدعاء: آخر الليل، وجوف الليل، وهكذا السجود في الصلاة فرضا أو نفلا يستجاب فيه الدعاء، وهكذا آخر الصلاة قبل السلام بعد التشهد والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهكذا الدعاء يوم الجمعة حين يجلس الخطيب على المنبر إلى أن تقضى الصلاة، وبعد صلاة العصر إلى غروب الشمس يوم الجمعة.

فينبغي لمن أراد أن يدعو أن يتحرى هذه الأوقات، وهكذا ما بين الأذان والإقامة الدعاء فيه لا يرد، ومن أهمها آخر الليل؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ (١)»، وفي لفظ آخر فيقول: «هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ هل من مستغفر فيغفر له حتى يطلع الفجر (٢)».

وهذا وقت عظيم ينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يكون لهما فيه حظ من التهجد والدعاء والاستغفار. وهذا النزول الإلهي نزول يليق بالله -عز وجل- لا يشابهه نزول خلقه، فهو ينزل سبحانه نزولا يليق بجلاله، لا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه وتعالى، ولا يشابه الخلق في شيء من صفاته، كالاستواء، والرحمة، والغضب،


(١) أخرجه أحمد في (باقي مسند المكثرين) برقم (٧٥٦٧)، والبخاري في (الجمعة) برقم (١١٤٥)، ومسلم في (كتاب صلاة المسافرين وقصرها) بر قم (٧٥٨).
(٢) أخرجه أحمد في (مسند المدنيين) برقم (١٥٨٤٥).