للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملة عبد المطلب؟ فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب.

وقد قال عن قوم نوح: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} (١). وذلك دليل شدة تمسك الخلف بسنة من سبقهم، وتصلبهم في ما تلقوه عنهم، كما قال عن المشركين: {مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ} (٢).

ثم إن هناك أخص من التقليد في العقائد ألا وهو تأسي الذرية والأطفال بما عليه المربون وأولياء الأمور، واتباعهم في أفعالهم وأقوالهم، دون تفكير في الحسن والقبيح، والضار والنافع، والخير والشر، فمتى كان المربي أو الولي مستقيما متبعا للحق، فإن من تحت يده غالبا يقتدون به، فتراهم يحافظون على الصلوات في الجماعة، ويتقربون بالنوافل، ويسابقون إلى المساجد، ويواظبون على الأذكار والأدعية عقب الصلوات المكتوبة، ويكثرون من ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه وتدبره، ويحبون الخير وأهله، مقتدين في ذلك بمن يربيهم ويعلمهم، ويرون أن ذلك هو سبيل النجاة، وإن لم يكن الولي أو المربي يعلمهم ويلقنهم هذه الفضائل والفوائد، فأما إن أضاف إلى أفعاله الحسنة النصح والإرشاد، وتوجيه من تحت يده، وترغيبهم في فعل الخيرات، وحثهم على الإكثار من القربات، فحدث ولا حرج عن تأثرهم وتقبلهم وتلقيهم لنصائحه وإرشاداته، واطمئنانهم إلى صحة ما


(١) سورة المؤمنون الآية ٢٤
(٢) سورة سبأ الآية ٤٣