للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحل أو حرمة أو حق لله أو للوالدين، حيث لا يعرف من العلم والدين ما يردعه أو يمنعه عن العبث بحق ربه وأهله، كما يعبث الطفل بلعبته.

ولقد كثر هذا الضرب في شباب المسلمين، فتراهم يتسكعون في الأسواق والطرق، يعاكسون، ويمارسون المنكر، وتجدهم طوال الليل على الأرصفة وأطراف الطرق المتطرفة، وفي الصحاري وخارج المدن، يلعبون ويمرحون، ونرى أحدهم في جلسائه وقد أشعل سيجارته، وتفيهق في مشيته، وتحلى كما تتحلى الإناث بالتختم بالذهب أو الضيق من اللباس، مما يسبب التأنث والانحراف عن شيم الرجال وشهامتهم، فنهاية أحد أولئك الكسل والبطالة، فتراه عاطلا خاملا، فلا نجاح في الدراسة، ولا لزوم لعمل مفيد، ولا حرفة ولا صناعة، حتى إن الكثير من آبائهم يتمنون لهم الموت سريعا.

وكم حاول بعض الأولياء القضاء على هؤلاء- ولو كانوا أبناءهم- وإعدامهم من الوجود؟ لما يلاقونه من الأذى وسوء المقال، وتكبد الخسارة، وإنفاق الأموال الطائلة عليهم، وهذا هو نتيجة الإهمال في زمن الإمهال، أو هو أثر التربية السيئة، والتنشئة على اللهو والباطل، حتى تمكن فيهم الفساد، فحاول الولي إقامتهم ولات حين مناص.