للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذرية إخوته المسلمين، فعند ذلك ينتهز الفرصة أعداء الدين، من نصارى وشيوعيين، ويهود وفلاسفة، ورافضة وقبوريين، والضلال من المتصوفة وغيرهم، فيتتبعون أولئك الأطفال في أكواخهم ومساكنهم المتواضعة، ويغرونهم بالمال، وبالمنازل الرفيعة، وينقلونهم من فقر وفاقة وشدة مؤنة إلى رغد عيش ورفاهية وبيوت مكيفة مكملة بكل ما يتمنون، فيربونهم كما أرادوا، ويعلمونهم الأديان التي ينتحلونها، ويتولون تنشئتهم كما يريدون، ويغسلون أدمغتهم من روح الإسلام، ومن دينهم الذي ولدوا عليه، والذي صبر عليه آباؤهم وأجدادهم، وتمسكوا به وعضوا عليه بالنواجذ حتى فارقوا الدنيا. وبلا شك أن هؤلاء الأطفال متى نشأوا وتربوا على أيدي أولئك الكفار والمبتدعين، بعيدين عن أهليهم وأوطانهم، ومقر أديانهم وأديان أسلافهم، فإنهم يدينون بديانة أولئك المربين والمدربين، لا يعرفون غيرها، ولا يخطر ببالهم أن هناك دينا أصلح مما تعلموه؛ فيصبح أولاد المسلمين كفارا ومشركين، أو نصارى ويهودا، أو روافض ومبتدعين، أو نحو ذلك من الديانات الباطلة، ويصبحون وبالا على الدين الصحيح، وأعداء للإسلام الذي هو دين آبائهم وأسلافهم، والواقع يشهد بذلك. وقد ذكر بعض الدعاة الذين سافروا إلى البلاد النازحة أن أعدادا كبيرة من مسلمي الهند ومسلمي أفغانستان نزحوا إلى قارة أستراليا التي يحكمها النصارى، فنشأ أولادهم على. دين النصارى، وتعلموا لغتهم، ودانوا بما هم عليه، حيث لم يكن هناك من يعلمهم دين الإسلام، فتولى النصارى تربيتهم ولقنوهم دين النصرانية.