للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فطلب يتيمه فلم يجده، فجاء بعدما فرغ. . . فجاءه بسويق وعسل فقال: دونك هذا فوالله ما غبنت. قال الحسن: وابن عمر والله ما غبن (١). والمعنى أن اليتيم لما فاته الطعام المعتاد عوضه عنه سويقا وعسلا، وهو من خير الطعام، فأخبره بأنهم ما غبنوه بأكلهم الطعام، فقد حصل على خير منه، وابن عمر ما غبن؛ لحصوله على أجر إطعام اليتامى، وكان ابن عمر رضي الله عنه لا يأكل طعاما إلا وعلى خوانه يتيم (٢). وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه. أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين (٣)» يشير بأصبعيه. وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين (٤)» بأصبعيه السبابة والوسطى. وروى عبد الرحمن بن أبزى قال: قال داود عليه السلام: كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد (٥). وقد حث الله تعالى على إعطاء اليتامى من الصدقات


(١) رواه البخاري في الأدب المفرد برقم ١٣٤ وإسناده صحيح إلى الحسن وهو البصري.
(٢) كما عند البخاري في الأدب المفرد برقم ١٣٦ وله في الصحيح نحوه في كتاب الأطعمة الباب ١٢.
(٣) رواه ابن ماجه برقم ٣٦٧٩، والبخاري في الأدب المفرد برقم ١٣٧، وإسناده ضعيف.
(٤) رواه مسلم كما في الزهد من صحيحه برقم ٢٩٨٣ مسندا، ورواه مالك ٢/ ٩٤٨ مرسلا.
(٥) رواه البخاري في الأدب المفرد برقم ١٣٨ مطولا.