ويذكر عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية أن من حماقتهم أنهم يأتون في يوم من السنة بشاة حمراء لكون عائشة -رضي الله عنها- تسمى الحميراء يجعلونها عائشة ويعذبونها بنتف شعرها وغير ذلك، ويرون أن ذلك عقوبة لعائشة (١).
فهذه الأقوال جميعها في الحقيقة تصك الأسماع وتؤذي القلوب، لكن لا بد من إيرادها لتعرف حقيقة القوم، وما ينطوون عليه من خبث ومكر تجاه أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل تجاه أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عامة، وكتبهم مليئة بمثل هذا السب والقدح والتكفير لخيار الصحابة وأفاضل الأمة وصفوة القرون.
وما ذكر هنا إنما هو غيض من فيض، وقليل من كثير مما يقوله هؤلاء تجاه أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين، وليس هذا بغريب من هؤلاء، فإن دأبهم الكذب والافتراء على خيار المتقين، وديدنهم التكفير واللعن والوقيعة في صفوة المؤمنين.
والنقول السابقة اشتملت على طوام عظيمة وموبقات كبيرة وكفريات مردية لهؤلاء، كاعتقادهم التبرؤ من خيار الصحابة، ولعنهم لهم، واعتقادهم أنهم شرار الخلق، واعتقادهم في أبي بكر وعمر أنهما خالفا أمر الله وأنكرا وحيه وجحدا أنعمه وعصيا رسوله وقلبا دينه. . . ووصفهم لأبي بكر وعمر وعائشة وحفصة بأنهم تآمروا على أن يسموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنهم دبروا أمر قتله، ووصفهم لعائشة بأنها ارتدت عن الدين، ورميهم لها بالإفك الذي