للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولده، أو زوجته إن كانت أعلم منه. والتي لا تعرف يعلمها أبوها، أو أخوها، أو زوجها، أو أختها، أو غيرهم.

وهكذا يتواصى الناس، ويتعاونون، الزوج يعين زوجته، والزوجة تعين زوجها، والأب يعين ولده، والولد يعين أباه، والأخ يعين أخاه، والخال والخالة، وهكذا الكل يتعاونون، ويتواصون بهذا الكتاب العظيم: تدبرا وتعقلا، وعملا لقول الله عز وجل: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (١)، وقوله سبحانه: {وَالْعَصْرِ} (٢) {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (٣) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (٤)، ولما رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للناس في خطبته يوم عرفة في حجة الوداع: «وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله (٥)». هكذا يوصيهم عليه الصلاة والسلام بكتاب الله ويخبرهم أنهم لن يضلوا إذا اعتصموا به.

وفي اللفظ الآخر «كتاب الله وسنة نبيه (٦)». وسنة الرسول


(١) سورة المائدة الآية ٢
(٢) سورة العصر الآية ١
(٣) سورة العصر الآية ٢
(٤) سورة العصر الآية ٣
(٥) رواه مسلم في صحيحه، (الحج) باب حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- برقم (١٢١٧)، والحاكم في المستدرك ١/ ٩٣.
(٦) رواه الإمام مالك في الموطأ بلاغا في (الجامع) باب النهي عن القول بالقدر برقم (١٦٦١)، وذكره صاحب كنز العمال برقم (٩٥٤) عن ابن عباس.