كتاب مجلة البحوث الإسلامية

العدد الرابع والخمسون - الافتتاحية الوصية بكتاب الله - ج: 54 - ص: 20

احذر الظلم فعاقبته وخيمة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله (١)» فاحذر، لا تعتد على الفقير أو تخنه، أو تخن غير الفقير، اتق الظلم في المعاملات وفي كل شيء، لا تظلم عمالا إذا كنت صاحب شركة، أو عندك عمال في بيتك، أعطهم حقوقهم، أوف لهم بالشروط، فشروطهم أعطهم إياها، سواء كنت مدير شركة، أو صاحب عمال في بيتك، أو في مزرعتك، فاتق الله فيهم، لا تستضعفهم فتخونهم، وهكذا في جميع شئونك، لا تكن خائنا ولا غشاشا في بيعك وشرائك. يقول النبي صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا (٢)». ويقول الله جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (٣)، ويقول سبحانه في وصف المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} (٤)،

---

(١) رواه الإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) مسند أبي هريرة برقم (٧٦٧٠)، ومسلم في (البر والصلة) باب تحريم ظلم المسلم برقم (٢٥٦٤).
(٢) رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين) مسند عبد الله بن عمر برقم (٥٠٩٢)، ومسلم في (الإيمان) باب قول النبي- صلى الله عليه وسلم- "من غشنا فليس منا" برقم (١٠١)، وابن حبان في صحيحه في (التجارات) باب النهي عن الغش برقم (٢٢٢٥).
(٣) سورة النساء الآية ٥٨
(٤) سورة المؤمنون الآية ٨