للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقوله سبحانه عن المنافقين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى} (١). فلا ترض لنفسك بمشابهتهم، ولا تكن مثلهم متثاقلا عن الصلوات كأنك تجر إليها جرا، لكن كن نشيطا قويا مسارعا إليها في صلاة الفجر وغيرها، فلا تقدم النوم على صلاة الفجر ولا على غيرها، بل كن صابرا مسارعا ومراقبا الله في جميع الأوقات، وهكذا زوجتك، وهكذا أولادك، كن قويا في هذا الأمر مع الزوجة، ومع الأولاد، ومع الخدم، وأنت أولهم، كن مسارعا، وكن قدوة في الخير، إذا سمعت النداء فبادر إلى الصلاة: في الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، كما أمرك الله سبحانه بذلك ورسوله صلى الله عليه وسلم. يقول الله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} (٢) والصلاة الوسطى هي صلاة العصر، خصها الله بالذكر لعظم شأنها، ويقول سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} (٣) وإقامتها هي أداؤها كما أمر الله، وإيتاء الزكاة هو أداؤها لمستحقيها كما أمر الله. فالأموال التي عندك أد زكاتها كما أوجب الله، لا تبخل، وجاهد نفسك في إخراج الزكاة حتى تؤديها إلى أهلها، من هذا المال الذي عندك: من نقود، أو غنم، أو إبل، أو بقر، أو غير


(١) سورة النساء الآية ١٤٢
(٢) سورة البقرة الآية ٢٣٨
(٣) سورة البقرة الآية ٤٣