للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالوصية أيها الإخوة: رجالا ونساء، جنا وإنسا، هي العناية بكتاب الله والإكثار من تلاوته وتدبره والعمل بما فيه، وبسنة الرسول؟ لأنها داخلة في ذلك، فسنة الرسول صلى الله عليه وسلم داخلة في الوصية بكتاب الله؛ لأن الله سبحانه أوحى إليه القرآن والسنة. قال جل وعلا: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} (١) {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} (٢) {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} (٣) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٤)، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} (٥).

وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه (٦)». فالوصية بالقرآن وصية بالسنة، فالواجب على جميع المسلمين هو العمل بالكتاب والسنة وتحكيمهما في كل شيء. وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أحاديثه الصحيحة، والاستفادة منها وحفظ ما تيسر منها أيضا والسؤال عما أشكل منها، لأن الله أوصى بها. قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا} (٧)، وقال جل وعلا: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} (٨)


(١) سورة النجم الآية ١
(٢) سورة النجم الآية ٢
(٣) سورة النجم الآية ٣
(٤) سورة النجم الآية ٤
(٥) سورة النساء الآية ٥٩
(٦) رواه أبو داود في (السنة) باب لزوم السنة برقم (٤٦٠٤)، ورواه من طريقه ابن عبد البر في (التمهيد) ١/ ١٥٠ عن المقدام بن معدي كرب.
(٧) سورة المائدة الآية ٩٢
(٨) سورة النور الآية ٦٣