للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتعالى فإنهم معصومون في ذلك، فقول من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يخطئ فهذا قول باطل، ولا بد من التفصيل كما ذكرنا، وقول مالك رحمه الله: "ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر" قول صحيح، تلقاه العلماء بالقبول، ومالك رحمه الله من أفضل علماء المسلمين، وهو إمام دار الهجرة في زمانه، في القرن الثاني، وكلامه هذا كلام صحيح، تلقاه العلماء بالقبول، فكل واحد من أفراد العلماء يرد ويرد عليه، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فهو لا يقول إلا الحق فليس يرد عليه، بل كلامه كله حق، فيما يبلغ عن الله تعالى، وفيما يخبر به جازما به، أو يأمر به، أو يدعو إليه.

أما حديث الذباب فهو حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه، وقد أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم جازما به، فقال عليه الصلاة والسلام: «إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء (١)».

وله شواهد من حديث أبي سعيد الخدري، وحديث أنس بن مالك، وكلها صحيحة، وقد تلقتها الأمة بالقبول، ومن طعن فيها فهو غالط وجاهل، لا يجوز أن يعول عليه في ذلك ومن قال: إنه من أمور الدنيا، وتعلق بحديث: «أنتم أعلم بأمر دنياكم (٢)» فقد غلط؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جزم بهذا، ورتب عليه حكما


(١) رواه الإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) مسند أبي هريرة برقم (٧٥١٨)، والبخاري في (بدء الخلق) باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم برقم (٣٣٢٠).
(٢) صحيح مسلم الفضائل (٢٣٦٣)، سنن ابن ماجه الأحكام (٢٤٧١)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١٢٣).