للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأيت أن أكتب بحثا عن الجنة وما أعد الله تعالى فيها لعباده، سائله عز وجل أن يوفقني للصواب، ولدخول الجنة مع الأحباب.

فيا خاطب الحسناء إن كنت راغبا ... فهذا زمان المهر فهو المقدم

وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها ... ولم يك فيها منزل لك يعلم

فحي على جنات عدن فإنها ... منازلنا الأولى وفيها المخيم

الجنة:

اقتضت حكمة الله تعالى أن يخلق هذا الخلق، وأن يكلفهم بعبادته، ابتلاء واختبارا، ليظهر الطائع المستقيم من العاصي المنحرف، وليميز بعضهم من بعض، كما قال الله تعالى: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (١)، وكما قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٢) {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (٣).

فخلق سبحانه وتعالى الجنة، وجعلها دار المتقين، مستقر الأبرار الموحدين، نعيم عباد الله العاملين، إرث أتباع رسل رب


(١) سورة الأنفال الآية ٣٧
(٢) سورة الملك الآية ١
(٣) سورة الملك الآية ٢