للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى: " ما تضمنته هذه الآية الكريمة من وعد أهل الجنة بالغرف المبنية ذكره جل وعلا في غير هذا الموضع كقوله تعالى في سورة سبأ: {إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} (١)، وقوله تعالى في سورة الصف: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (٢) لأن المساكن الطيبة المذكورة في التوبة والصف صادقة بالغرف المذكورة في الزمر وسبأ " (٣).

وقال الله تعالى بعد ذكر صفات المؤمنين: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا} (٤). وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (٥). وقال الألوسي: " الغرفة: الدرجة العالية من المنازل، وكل بناء مرتفع عال. وقد فسرت هنا على ما روي عن ابن عباس: ببيوت من زبرجد ودر وياقوت. . . " (٦).

فهذه المنازل من الغرف جعلها الله تعالى مرتفعة عالية على غيرها من المساكن الأخرى، واختص بها من شاء من عباده الذين


(١) سورة سبأ الآية ٣٧
(٢) سورة الصف الآية ١٢
(٣) أضواء البيان ٧/ ٥١ طبعة الأمير أحمد بن عبد العزيز.
(٤) سورة الفرقان الآية ٧٥
(٥) سورة العنكبوت الآية ٥٨
(٦) روح المعاني ١٩/ ٥٣