للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تدعو أبا فرخين صادف طاويا ... ذا مخلبين من الصقور قطاما

" (١).

وقال تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (٢) قال القرطبي: قال بعض العلماء: ليس الرمان والنخل من الفاكهة؛ لأن الشيء لا يعطف على نفسه، إنما يعطف على غيره، وهذا ظاهر الكلام. وقال الجمهور: هما من الفاكهة، وإنما أعاد ذكر النخل والرمان لفضلهما وحسن موقعهما على الفاكهة، كقوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} (٣) وقوله: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} (٤). وقيل: إنما كررهما لأن النخل والرمان كانا عندهم في ذلك الوقت بمنزلة البر عندنا؛ لأن النخل عادة قوتهم والرمان كالثمرات، فكان يكثر غرسهما عندهم لحاجتهم إليهما، وكانت الفواكه عندهم من ألوان الثمار التي يعجبون بها، فإنما ذكر الفاكهة ثم ذكر النخل والرمان لعمومهما وكثرتهما عندهم، من المدينة إلى مكة إلى ما والاهما من أرض اليمن، فأخرهما في الذكر من الفواكه وأفرد الفواكه على حدتها. وقيل: أفردا بالذكر لأن النخل ثمره فاكهة وطعام، والرمان فاكهة ودواء فلم يخلصا للتفكه.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: الرمانة في الجنة مثل


(١) تفسير القرآن العظيم ٤/ ٤٣١.
(٢) سورة الرحمن الآية ٦٨
(٣) سورة البقرة الآية ٢٣٨
(٤) سورة البقرة الآية ٩٨