للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويحتمل أن يكون على ظاهره ويكون له في الجنة بها سبعمائة، كل واحدة منهن مخطومة، يركبهن حيث شاء للتنزه، كما جاء في خيل الجنة ونجبها، وهذا الاحتمال أظهر، والله أعلم " (١).

قال القرطبي: " حكي عن عبد الله بن المبارك: خرج إلى غزو فرأى رجلا حزينا قد مات فرسه فبقي محزونا فقال له: بعني إياه بأربعمائة درهم، ففعل الرجل ذلك أي باعه له، فرأى من ليلته في المنام كأن القيامة قد قامت وفرسه في الجنة وخلفه سبعمائة فرس، فأراد أن يأخذه، فنودي أن دعه فإنه لابن المبارك وقد كان لك بالأمس، فلما أصبح جاء إليه وطلب الإقالة فقال له ولم؟ قال: فقص عليه القصة فقال له: اذهب فما رأيته في المنام رأيناه في اليقظة ".

قال ابن كثير في الكلام على حال السعداء " يساقون على النجائب وفدا إلى الجنة زمرا، أي جماعة بعد جماعة: المقربون ثم الأبرار ثم الذين يلونهم، كل طائفة مع من يناسبهم " (٢) والشاهد من هذا هو وجود النجائب التي يمتطيها أهل الجنة والتي بأوصاف لا يعرفها إلا الله تعالى ليست كنجائب الدنيا.

ومن حيوانات الجنة الشاء، قال الله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} (٣)


(١) شرح النووي على مسلم ١٣/ ٣٨.
(٢) تفسير القرآن العظيم ٤/ ٩٩.
(٣) سورة الصافات الآية ١٠٧