للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نسمع، فالأرض ستصبح طعاما نزلا لأهل الجنة فسبحان من بيده أمر كل شيء وهو على كل شيء قدير.

وقال الله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} (١) {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} (٢) وقال تعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا} (٣) {قَوَارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا} (٤) {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا} (٥) {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا} (٦).

من نعيم الجنة الطعام والشراب. فنجد في الآية الأولى أن الشراب ممزوج بالكافور ليوافق اللذة والشهية عند المؤمنين، كما نجد في الآية الأخيرة (٧) أن الشراب قد مزج بالزنجبيل، وهذا من كمال فضل الله تعالى على عباده المؤمنين، كما نرى في الآيات التي معنا أن الأواني التي يقدم فيها الطعام أو الشراب أواني من فضة وأكواب من قوارير من فضة، وهذا لتتم السعادة في الجنة لعباد الله المؤمنين.

قال الله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} (٨) {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} (٩) {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ} (١٠).

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " أما الأكواب فهي الكيزان التي لا خراطيم لها ولا آذان، والأباريق التي جمعت الوصفين، والكؤوس الهنايات. والجميع من خمر من عين جارية معين،


(١) سورة الإنسان الآية ٥
(٢) سورة الإنسان الآية ٦
(٣) سورة الإنسان الآية ١٥
(٤) سورة الإنسان الآية ١٦
(٥) سورة الإنسان الآية ١٧
(٦) سورة الإنسان الآية ١٨
(٧) هذه الآيات سبق تفسيرها عند الكلام عن عيون الجنة.
(٨) سورة الواقعة الآية ١٧
(٩) سورة الواقعة الآية ١٨
(١٠) سورة الواقعة الآية ١٩