للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن جرير: " يقول تعالى ذكره: بطائن هذه الفرش من غليظ الديباج، والإستبرق عند العرب ما غلظ من الديباج وخشن " (١). قال ابن مسعود رضي الله عنه: " قد أخبرتم بالبطائن، فكيف لو أخبرتم بالظواهر؟ " (٢).

وقال تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} (٣). قال البغوي: " قال سعيد بن جبير: الرفرف: رياض الجنة، خضر: مخضبة، ويروى ذلك عن ابن عباس، واحدتها رفرفة، وقال: الرفارف جمع الجمع، وقيل: الرفوف: البسط، وهو قول الحسن ومقاتل والقرظي. وروى العوفي عن ابن عباس: الرفرف: فضول المجالس والبسط. وقال الضحاك وقتادة: هي مجالس خضر فوق الفرش. وقال ابن كيسان: هي المرافق. وقال ابن عيينة: الزرابي. وقال غيره: كل ثوب عريض عند العرب فهو رفرف. {وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} (٤) هي الزرابي والطنافس الثخان، وهي جمع واحدتها عبقرية. وقال قتادة: العبقري: عتاق الزرابي. وقال أبو العالية: هي الطنافس المخملة إلى الرقة. وقال القتيبي: كل ثوب موشى عند العرب عبقري. وقال أبو عبيدة هو منسوب إلى أرض يعمل بها الوشي. قال الخليل: كل جليل نفيس فاخر من الرجال وغيرهم عند العرب عبقري، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه: «فلم أر عبقريا يفري فريه (٦)»


(١) جامع البيان عن تأويل أي القرآن ٢٧/ ١٤٩ الطبعة الحلبية بمصر.
(٢) نفس المرجع السابق.
(٣) سورة الرحمن الآية ٧٦
(٤) سورة الرحمن الآية ٧٦
(٥) رواه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة) باب ٦ حديث ٣٦٨٢ وهو قطعة من حديث رواه عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أريت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين نزعا ضعيفا والله يغفر له، ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا يفري فريه حتى روى الناس وضربوا بعطن " ورواه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة) حديث ٢٣٩٣، ورواه أحمد في المسند ٢/ ٢٨.
(٦) تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل ٤/ ٢٧٨. (٥)