للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الريح المثيرة، أي المحركة؛ لأنها تثير في وجوههم ما تثيره من مسك أرض الجنة وغيره من نعيمها " (١). إن سوق الجنة هو مكان اللقاء للمؤمنين بعضهم لبعض؛ لازدياد النعيم بما يجدونه من لذة وسؤدد، وتحدث بعضهم لبعض؛ وتذاكرهم بما كان في الدار الدنيا وما آلوا إليه في الدار الآخرة؛ ويتجدد هذا اللقاء كل جمعة كما جاء في الحديث؛ لرؤية بعضهم لبعض وأنس بعضهم ببعض، ولم يكن لقاء بعضهم لبعض في سوق الجنة فحسب، بل يتزاورون في المنازل، وفي مخير المنازل من مرافق، تحت الأشجار، وعلى شواطئ الأنهار، وفي جميع المنتزهات المختلفة، متى شاءوا من الأوقات التي تتناسب معهم ويرتاحون لها بل ويرغبونها.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أهل الجنة ليتزاورون فيها (٢)».

إنها الزيارات الممتعة، والحياة السعيدة، والأنس الذي لا ينقطع، واللذة المستمرة.


(١) شرح النووي على مسلم ١٧/ ١٧٠.
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ٢/ ٣٣٥ وصححه الشيخ أحمد محمد شاكر ١٦/ ١٨٠ حديث ٨٤٠٤.