للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في نسب مالك، فقد حكي شيء من ذلك عن الزهري وغيره (١). وبهذه النصوص نصل إلى أن جرح مالك بن أنس لابن إسحاق جرح غير معتبر، وإنما سببه ما وقع بينهما من عداوة، حيث تكلم ابن إسحاق في نسب مالك وتحداه لكتابه ولعلمه، ومعلوم عند أهل الجرح والتعديل أن كلام الأقران لا يؤخذ في بعضهم، فما بالك إذا انضاف إلى ذلك ثبوت العداوة بينهما.

ج- اتهام يحيى بن سعيد القطان لابن إسحاق بالكذب وترك حديثه:

قال ابن سيد الناس: قال يحيى بن القطان: ما تركت حديثه إلا لله، أشهد أنه كذاب (٢).

وقال يحيى بن سعيد: قال لي وهيب بن خالد: إنه كذاب، قلت لوهيب: ما يدريك؟ قال: قال لي خالك: أشهد أنه كذاب، قلت لمالك: ما يدريك؟ قال: قال لي هشام بن عروة: أشهد أنه كذاب، قلت لهشام: ما يدريك؟ قال: حدث عن امرأتي فاطمة (٣).

وروى ابن معين عن يحيى بن سعيد القطان أنه كان لا يرضى محمد بن إسحاق ولا يحدث عنه (٤).


(١) عيون الأثر ١/ ١٧.
(٢) عيون الأثر ١/ ١٢، ميزان الاعتدال ٣/ ٤٧١.
(٣) عيون الأثر ١/ ١٣، سير أعلام النبلاء ٧/ ٤٨، ٤٩.
(٤) عيون الأثر ١/ ١١.