للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: تركت حديث ابن إسحاق وقد سمعت منه بالري عشرين مجلسا، فسمعت منه شيئا فتركته (١).

وقال ابن سيد الناس: في الأجوبة عما رمي به: وأما قول مكي بن إبراهيم أنه ترك حديثه ولم يعد إليه، فقد علل ذلك بأنه سمعه يحدث أحاديث في الصفات فنفر منه، وليس في ذلك كبير أمر، فقد ترخص قوم من السلف في رواية المشكل من ذلك وما يحتاج إلى تأويله، لا سيما إذا تضمن الحديث حكما أو أمرا آخر، وقد تكون هذه الأحاديث من هذا القبيل (٢).

وما ذكره ابن سيد الناس كاف في الإجابة على هذه التهمة علما بأنه لم يصل إلينا طبيعة هذه الأحاديث وهل هي صحيحة أم ضعيفة؟ وما هو المأخذ عليه فيها؟ ثم إنه لم يبين تلك الأحاديث التي وقع في قلبه منها شيء فربما كانت صحيحة، والصفة إذا صح إسنادها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهي ثابتة سواء احتملها قلب مكي أو لم يحتملها، وهذا جرح مجمل دم يبين، كما لم يأت في أحاديثه من الصفات ما ينكر عليه.


(١) تاريخ بغداد ١/ ٢٢٦، ميزان الاعتدال ٣/ ٤٧٤.
(٢) عيون الأثر ١/ ١٣ - ١٤.