الهمة وحب العلم لذات العلم، حيث بذل في سبيله أقصى ما يستطاع من جهد وتغرب عن الأوطان؛ إرضاء لنهمة في نفسه، وحبا في الارتقاء درجات في المكانة العلمية، وتحمل في هذا الطريق المشاق متمثلا بقول الشاعر:
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه ... فكن طالبا في الناس أعلى المراتب
فصبر وصابر واغترب وتحمل في زمن تشق الغربة ويشتد ألمها، ولسان حاله يردد مع الإمام الشافعي رحمه الله قوله:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى ... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشة ... وعلم وآداب وصحبة ماجد
فكان متأسيا بالعلماء من سلف هذه الأمة في حب العلم دراسة وتدريسا وتحمل شظف العيش في سبيله؛ استهانة بالتعب ووعثاء السفر، واحتساب كل ذلك لله سبحانه، فحقق الله على يديه خيرا في كل مكان حل فيه، إذ هو كالغيث أينما حل نفع، وهذه هي سمات العلماء المخلصين، فلم يكل ولم يمل حتى وافاه الأجل وهو على همته في الدعوة والتعليم.