للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (١) {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (٢) وسخر له الكون بما حوى من الأفلاك والطاقات والإمكانات الهائلة؛ ليستخدمها في شؤون حياته اليومية، ويستعين بما أودعه الله له فيها على ممارساته الحياتية، كما قال سبحانه: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (٣)، خلق فقدر، وشرع فأحكم، قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} (٤)، بعث الرسل مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب والحكمة؛ ليبينوا للناس ما نزل إليهم، وما خلقوا من أجله، وما هم مكلفون به، ومحاسبون عليه يوم لقائه؛ ليكونوا على بصيرة من أمرهم، ولئلا تكون لهم على الله حجة، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} (٥)، فليس بعد إرساله الرسل وإنزاله الكتب لأحد حجة، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (٦)، وقال تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (٧)، وهذا مناط التشريف ومقتضى


(١) سورة النور الآية ٥٥
(٢) سورة النور الآية ٥٦
(٣) سورة الجاثية الآية ١٣
(٤) سورة الحجر الآية ٨٦
(٥) سورة فصلت الآية ٤٦
(٦) سورة النحل الآية ٣٦
(٧) سورة النساء الآية ١٦٥