للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (١)، وأن نقتبس العبرة والعظة مما قصه الله علينا في كتابه العزيز عن الأمم السابقة وما ضربه لنا من الأمثال والنماذج المختلفة عنها، وأن نتجنب ما هلك أولئك القوم بسببه من الفساد وبطر النعمة؛ لأن القرآن كتاب نور وهداية، وبشارة ونذارة، وسنن الله ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، قال الله تعالى: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} (٢) والمتتبع لآي الذكر الحكيم يجد أن سبب هلاك الأمم ودمارها بطر النعمة والفسق والعصيان والانحراف عن مبادئ الدين، قال تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} (٣) وقال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (٤)، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا، فعلينا أن نحذر من الوقوع في مثل ما وقعوا فيه فيصيبنا مثل ما أصابهم، ونحن ولله الحمد أصحاب فطرة وحكمة وإيمان وعقول نيرة نسأل الله المزيد من فضله، وأن يوزعنا شكر نعمه الظاهرة والباطنة، والشكر واجب قولا وعملا، قولا: لقول الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (٥)، وعملا: بإظهار أثر النعمة التزاما بطاعة


(١) سورة إبراهيم الآية ٧
(٢) سورة الأحزاب الآية ٦٢
(٣) سورة القصص الآية ٥٨
(٤) سورة الإسراء الآية ١٦
(٥) سورة الضحى الآية ١١