للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن هذا غلط منه أيضا - هداه الله - وفهم باطل، فليس في إسلام الجني على يد الإنسي ما يخالف دعوة سليمان. فقد أسلم جم غفير من الجن على يد النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد أوضح الله ذلك في سورة الأحقاف وسورة الجن، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي، فأمكنني الله منه فذعته، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه، فذكرت قول أخي سليمان عليه السلام: رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي. فرده الله خاسيا (١)» هذا لفظ البخاري. ولفظ مسلم: «إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي الصلاة، وإن الله أمكنني منه فذعته، فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم ثم ذكرت قول أخي سليمان: رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي. فرده الله خاسئا (٢)».

وروى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - «كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حتى


(١) رواه البخاري في (الجمعة) باب ما يجوز من العمل في الصلاة برقم (١٢١٠).
(٢) رواة مسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) باب جواز لعن الشيطان برقم (٥٤١).