وروى الإمام أحمد رحمه الله في المسند ج٤ ص٢١٦ بإسناد صحيح أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: يا رسول الله، حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي، قال: «ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أنت حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا، قال: ففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل عني، (١)»، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين، حتى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن الله أعانه عليه فأسلم، فلا يأمره إلا بخير. وقد دل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى، بل تقليدا لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة، فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأنا أذكر لك أيها القارئ ما تيسر من كلام أهل العلم في ذلك إن شاء الله.
(١) رواه الإمام أحمد في (مسند الشاميين) حديث عثمان بن أبي العاص برقم (١٧٤٤٠)، ومسلم في (السلام) باب التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة برقم (٢٢٠٣).