للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بها غير ما يقصده المسلمون.

الوجه الخامس: قوله تعالى لكليمه موسى وأخيه هارون:

{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (١) {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (٢).

فأمر تعالى أن يلينا القول لأعظم أعدائه وأشدهم كفرا وأعتاهم عليه؛ لئلا يكون إغلاظ القول له - مع أنه حقيق به - ذريعة إلى تنفيره وعدم صبره لقيام الحجة، فنهاهما عن الجائز؛ لئلا يترتب عليه ما هو أكره إليه تعالى.

الوجه السادس: أنه تعالى نهى المؤمنين في مكة عن الانتصار باليد، وأمرهم بالعفو والصفح؛ لئلا يكون انتصارهم ذريعة إلى وقوع ما هو أعظم مفسدة من مفسدة الإغضاء واحتمال الضيم، ومصلحة حفظ نفوسهم ودينهم وذريتهم راجحة على مصلحة الانتصار والمقابلة.

الوجه السابع: أنه تعالى نهى عن البيع وقت نداء الجمعة؛ لئلا يتخذ ذريعة إلى التشاغل بالتجارة عن حضورها.

الوجه الثامن: ما رواه حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من الكبائر شتم الرجل والديه " قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: " نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه (٣)». متفق عليه. ولفظ البخاري: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه " قيل: يا رسول الله، كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: " يسب أبا


(١) سورة طه الآية ٤٣
(٢) سورة طه الآية ٤٤
(٣) صحيح البخاري الأدب (٥٩٧٣)، صحيح مسلم الإيمان (٩٠)، سنن الترمذي البر والصلة (١٩٠٢)، سنن أبو داود الأدب (٥١٤١)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢١٦).