للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عاصم حدثنا همام حدثنا إسحاق بن عبد الله سمعت عبد الرحمن بن أبي عمرة قال: سمعت أبا هريرة قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «" إن عبدا أصاب ذنبا، وربما قال أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا، وربما قال أصبت، فاغفره، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا، أو أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره، فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا، وربما قال. أصاب ذنبا، فقال: رب أصبت أو قال أذنبت آخر فاغفره لي، فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء (١)» في كتاب التوحيد.

أما معناه فلا إشكال فيه وهو أن العبد ما دام يذنب ثم يستغفر استغفار النادم التائب المقلع من ذنبه العازم أن لا يعود فيه فإن الله يغفر له، ولا يفهم من قوله: " فليقل ما شاء " إباحة المعاصي والإثم، وإنما المعنى هو ما سبق من مغفرة الذنب إذا استغفر وتاب.

قال الحافظ في الفتح: قال ابن بطال في هذا الحديث: إن المصر على المعصية في مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، مغلبا الحسنة التي جاء بها وهي (اعتقاده) أن له ربا خالقا يعذبه ويغفر له، واستغفاره إياه على ذلك يدل عليه قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (٢)، ولا حسنة أعظم


(١) صحيح البخاري التوحيد (٧٥٠٧)، صحيح مسلم التوبة (٢٧٥٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٩٦).
(٢) سورة الأنعام الآية ١٦٠