للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مع أنه يقول: " إن كلام الله تعالى غير مخلوق". وهو أول من أحدث القول ببدعة الكلام النفسي وأنكر الحرف والصوت، وهذه البدعة لا دليل عليها من الشرع، وإنما أتى بها لما ظنها دليلا عقليا لنصرة مذهب أهل السنة والجماعة (١).

بعض مسائل الصفات:

فقد صرف بعض النصوص في الصفات عن ظاهرها، واستخدم التأويل العقلي، وذلك في مثل صفة الأصابع لله تعالى، فقد صرف النص عن ظاهره، وأول الأصابع بأنها نعم الله تعالى، فحديث: «إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن (٢)». . . فالإصبعان هنا نعمتان من نعم الله تعالى (٣) وأما عموم المسائل الأخرى فإنه قدم فيها النقل على العقل. ومما يدل على ذلك إثباته للصفات الخبرية، كالوجه والعين واليد، والصفات الفعلية كالعلو والاستواء. فقد قال بعد كلامه عن تقرير صفة العلو: فكيف يكون الحق في خلاف ذلك والكتاب ناطق به وشاهد له (٤) أما من اتبعوا طريقته فقد توسعوا في استعمال العقل حتى قدموه على النقل في أكثر المسائل، ويدل على ذلك إنكارهم


(١) المصدر السابق، نفس الصفة.
(٢) مسلم، كتاب القدر، باب تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء (٤/ ٢٠٤٥ / ح٢٦٥٤) من حديث عبد الله بن عمرو.
(٣) طبقات الحنابلة (٢/ ١٣٣).
(٤) درأ التعارض (٦/ ١٩٤) ونقله عن ابن فورك.