(أ) الحارث بن أسد المحاسبي البغدادي، أبو عبد الله:
ولد بالبصرة عام ١٦٥ هـ تقريبا، وانتقل إلى بغداد فعاش بها، وكان المحاسبي مشهورا بالتصوف، وكان يرى كفر المعتزلة، وكان على خلاف مع أبيه الذي نسب إلى القول في القدر بقول المعتزلة، حتى إن الحارث دعاه إلى تطليق أمه، ولما مات لم يأخذ من تركته شيئا.
وكان الحارث على صلة بأهل الحديث، وروى عن بعضهم، لكنه انشغل بالتصوف والكتابة في شأن التصوف حتى نقم عليه أهل الحديث، ومنهم الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
وقد اهتم المحاسبي اهتماما كبيرا بإصلاح القلب والنية والعمل، وصنف في ذلك التصانيف الكثيرة، واهتم به جدا، وكان مع ذلك يأمر باتباع الكتاب والسنة ولزوم حدودهما، ويحذر من مخالفتهما جدا، غير أنه انتقد بعض أهل الحديث والفقه بما لا يتابع ولا يوافق عليه بحال. وقد وافق الحارث أهل السنة في إثبات الصفات الإلهية على الجملة، وكذلك إثبات أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، كذلك فإنه انتصر بشدة لإثبات صفة العلو والاستواء، ورد على الحلولية ردا موسعا قويا، وكذلك وافق أهل السنة في إثبات الشفاعة، وفي مسألة مرتكب الكبيرة، وشنع بشدة على المعتزلة ووصفهم بالضلال.
غير أنه قد روي عنه أقوال في شأن الصفات والأفعال الاختيارية يوافق فيها ابن كلاب، بما يعني نفي الصفات والأفعال الاختيارية، إذ حكم بأزلية الصفات جميعها، وله نصوص في