للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحياة شرطا للكلام (١). وله أقوال أخرى في مسائل وافق فيها ابن كلاب.

وقد نسبه إلى الكلابية جماعة، منهم البغدادي في أصول الدين، ومنهم الشهرستاني، ومنهم ابن تيمية رحمه الله تعالى.

لكن يرى ابن تيمية أن القلانسي كان أقرب إلى أهل السنة من كلابية خراسان، فيقول: " كما أن العراقيين المنتسبين إلى أهل الإثبات من أتباع ابن كلاب، كأبي العباس القلانسي، وأبي الحسن الأشعري، وأبي الحسن علي بن مهدي الطبري، والقاضي أبي بكر بن الباقلاني وأمثالهم أقرب إلى السنة، وأتبع لأحمد بن حنبل وأمثاله من أهل خراسان المائلين إلى طريقة ابن كلاب " (٢). فهذان الشيخان هما أشهر تلاميذ مدرسة ابن كلاب الكلامية المذكورة.

وهناك تلاميذ آخرون لهذه المدرسة، لكنهم ليسوا كهذين في الشهرة، ولعل أبا الحسن الأشعري رحمه الله أشهر من سلك طريقة ابن كلاب في كثير من مسائلها، لكن هذا كان في الطور الثاني من مراحله الفكرية، إلا أنه استقر في طوره الثالث والأخير على عقيدة أهل السنة؛ ولهذا فإننا لن تكلم هنا عن الأشعري.

قال الشهرستاني: وأبو الحسن الأشعري لما رجع عن مذهب المعتزلة سلك طريقة ابن كلاب (٣). لكن كما ذكرنا فإنه استقر في آخره على عقيدة السلف الصالح رحمهم الله تعالى.


(١) المصدر السابق (٢٩).
(٢) الملل والنحل (١/ ٨٩).
(٣) الملل والنحل (١/ ٨٩).