للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيما وقع فيه من مخالفات حين أراد نصرة مذهب السلف بالأدلة العقلية فوقع فيما وقع فيه. فهم- أي الكلابية - أقرب المتكلمين إلى أهل السنة، ولكن على الرغم من ذلك فقد أنكر كثير من السلف عليهم إنكارا شديدا، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، فقد حذر منهم، وكان له مواقف مشهورة من الحارث المحاسبي، مردها إلى خوض هذا الأخير في علم الكلام، وقد ذكر ذلك المترجمون للمحاسبي (١).

وممن أنكر عليهم كذلك الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى، الذي أنكر بشدة على اثنين من تلاميذه كانا يقولان بمذهب ابن كلاب: أن الله تعالى لا يتكلم إذا شاء متى شاء وأن كلامه أزلي. فوقعت بينه وبينهما خصومة شهيرة، واستتابهم من أقوالهم هذه (٢).

وممن أنكر عليهم أبو عبد الرحمن السلمي، الذي كان يلعن الكلابية (٣). ومنهم أبو نصر السجزي، وكان يلعن الكلابية (٤)، وغيرهما (٥).


(١) تاريخ بغداد (٨/ ٢١٤)، ميزان الاعتدال (١/ ٤٣٠)، الكامل في التاريخ (٧/ ٨٤)، تلبيس إبليس (١٦٢).
(٢) درء التعارض (٢/ ٧٧)، والسير (١٤/ ٢٧٧).
(٣) نقلا عن درء التعارض (٢/ ٨٢).
(٤) رسالة الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص ٨٧، ٨٨).
(٥) درء التعارض (٢/ ٨٣).