للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن التقوى سبب في حصول الرزق والسعة في الدنيا قبل الآخرة؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (١) {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (٢)، وقال عز وجل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (٣)، وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} (٤). قال ابن كثير: " أي: ومن يتق الله فيما أمره به، وترك ما نهاه عنه، يجعل له من أمره مخرجا. {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (٥) أي: من جهة لا تخطر بباله " (٦).

وأخرج أحمد في مسنده من حديث أبي ذر قال: «جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو علي هذه الآية: حتى فرغ من الآية ثم قال: يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم. قال: فجعل يتلو بها ويرددها حتى نعست (٨)».

إن للتقوى في الدنيا فوائد كثيرة، وآثار عظيمة، من أهمها: أنها سبب للخروج من المآزق، وحصول الرزق والسعة من حيث لا يحتسب؛ لأن أرزاق الله متنوعة ومتعددة، والأسباب في الحصول على الأرزاق متنوعة ومتعددة، فإذا اتقى الإنسان ربه فإنه يرزقه رزقا لم يخطر بباله، ويكون بسبب لم يتعمد فعله، أو


(١) سورة الطلاق الآية ٢
(٢) سورة الطلاق الآية ٣
(٣) سورة الطلاق الآية ٤
(٤) سورة الأعراف الآية ٩٦
(٥) سورة الطلاق الآية ٣
(٦) تفسير ابن كثير ٨/ ١٧٢.
(٧) المسند ٥/ ١٧٨ - ١٧٩ وقال عنه الساعاتي في (الفتح الرباني ٢٣/ ٣٦ رقم ٨٠): فالحديث جيد الإسناد.
(٨) سورة الطلاق الآية ٢ (٧) {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}