له: يا عبد الله، لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثه (١)».
وهذا الحديث اشتمل على طاعات عدة؛ منها: النفقة على النفس والعيال من غير إسراف أو مخيلة. ومنها: تخصيص جزء من ثمار هذه الحديقة للفقراء والمساكين والسائلين وابن السبيل؛ مبتغيا بذلك وجه الله متوكلا عليه سبحانه؛ ولذلك تكفل عز وجل بسقي حديقته دون غيرها بطريقة عجيبة حتى لا يتضرر ما بداخلها من ثمار ومزروعات.
وهذا فيه دلالة على أن الله يرزق من يشاء، بأسباب ومن دون أسباب وفق حكمته، وهذا بفعل الطاعات، ومنها الإنفاق من أعظم أسباب حصول الأرزاق.