الكريم من معان كثيرة لا يستطيع المترجم سوى أن ينقل طرفا صغيرا منها ومن ثم نجد أن المعرفة باللغة العربية الفصحى ضرورة لا بد منها لكل مسلم تهمه أمور دينه وعلى العرب تقع مسئولية تعليم هذه اللغة لغيرهم من المسلمين.
ب) فيما يخص غير المسلمين:
اللغة هي ولا شك مفتاح الثقافة ووعاء الحضارة، والعربية هي المفتاح إلى الحضارة الإسلامية ولذلك كان تعليم اللغة العربية خير وسيلة للدعوة غير المباشرة إلى الدين الإسلامي وإلى التعريف بالحضارة الإسلامية، ومن ثم يكون تعلمينا الأجانب اللغة العربية جزءا أساسيا من واجبنا نحو ديننا من ناحية ونحو الإنسانية من ناحية أخرى لكي يعلم غير المسلمين أن في الثقافة الإسلامية الكثير من الكنوز الثمينة وأن في الأدب الشرقي أشياء كثيرة غير الليالي العربية (ألف ليلة وليلة) لا تقارن قصص ألف ليلة وليلة بأدناها.
٢) الناحية الوطنية:
من المعروف أن جل الملتحقين بالدراسة المسائية هم من الموظفين والخبراء العاملين في المملكة العربية السعودية في مجالات التدريس والطب والهندسة وما إلى ذلك، وبتعليم اللغة العربية لهؤلاء نكون قد حققنا هدفين هما زيادة كفاءة وفاعلية هؤلاء العاملين في خدمة هذا الوطن من جهة وتيسير الإقامة والعمل لهم من جهة أخرى مما قد يساعد على خلق جو يشجعهم على الاستمرار في العمل بالمملكة.
٣) الناحية التعليمية:
تمشيا مع مفهوم التضامن الإسلامي والتعاون بين الدول الإسلامية وتجاوبا مع مسئولية المملكة العربية السعوية في مجال الدعوة الإسلامية بدأت جامعة الرياض تفتح أبوابها للطلبة غير العرب وذلك بإعطائهم منحا للدراسة في كليات الجامعة المختلفة، ونظرا لجهل الغالبية العظمى من هؤلاء الطلاب باللغة العربية (لغة الدراسة بالجامعة) ولضعف بعضهم فيها، فكان لزاما علينا أن نهيئ لهؤلاء الطلاب الفرصة المناسبة ليتعلموا اللغة العربية بأسلوب مبني على منهج علمي مدروس بدلا من الخطوات العشوائية التي تتبعها بعض المؤسسات الإسلامية في العالم العربي حتى يتسنى لهؤلاء الطلاب دراسة اللغة العربية في أقصر وقت ممكن وبأيسر الطرق.