للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكفل الله لمن جاهد في سبيله، لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله، وتصديق بكلماته، أن يدخله الجنة، أو يرده إلى مسكنه بما نال من أجر أو غنيمة (١)». وأخرج الحاكم بسنده من حديث أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أظلتكم فتن كقطع الليل المظلم، أنجى الناس منها صاحب شاهقة، يأكل من رسل غنمه، أو رجل من وراء الدروب، آخذ بعنان فرسه يأكل من فيء سيفه (٢)». وأخرج أحمد بسنده من حديث ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت بين يدي الساعة بالسيف، حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم (٣)».

إن من أفضل المكاسب ما يغنمه المسلم من مال الكافر؛ لأنه حصله من أفضل الأعمال وهو الجهاد، ولذلك قصر النبي صلى الله عليه وسلم الرزق على ما يأتي من أثر الجهاد؛ صح عند مسلم من حديث أبي هريرة في الحديث الطويل الذي ذكره صلى الله عليه وسلم عن نبي من الأنبياء


(١) انظر فتح الباري ١٣/ ٤٤١ رقم ٤٦٣، وأخرجه مسلم في الصحيح ٣/ ١٤٩٦ رقم ١٨٧٦
(٢) المستدرك ٢/ ٩٣
(٣) المسند ٢/ ٥٠، ٩٢، وذكره ابن كثير في التفسير ١/ ٢١٣، وذكره الألباني في صحيح الجامع رقم ٢٨٢٨ ثم قال: صحيح، وصححه أحمد شاكر في المحققة ٧/ ١٢١ رقم ٥١١٤