للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعطيت من أجر في عمل. والأجر: الثواب (١).

قال تعالى: {وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} (٢).

وأخرج البخاري بسنده من حديث ابن عباس «أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيهم لديغ- أو سليم- فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال: هل فيكم من راق؟ إن في الماء رجلا لديغا- أو سليما-. فانطلق رجل منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ. فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك، وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرا؟ حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله (٣)».

هذا الجعل من أسباب حصول الرزق بنص كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أكثر الأعمال التي يقوم بها الإنسان مقابل مبلغ من المال، بل جرت سنة الله في خلقه أن سخر بعضهم لبعض حتى يحصل التكامل، وحتى تقضى الحاجات وتتنوع الأرزاق، وهذه من الحكم العظيمة التي أقام الله بها عمارة الحياة البشرية.

أما الإجارة فقال تعالى حكاية عن ابنة شعيب: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} (٤) {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} (٥) {قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} (٦)


(١) لسان العرب ٧/ ١٠
(٢) سورة يوسف الآية ٧٢
(٣) انظر فتح الباري ١٠/ ١٩٨ رقم ٥٧٣٧
(٤) سورة القصص الآية ٢٦
(٥) سورة القصص الآية ٢٧
(٦) سورة القصص الآية ٢٨