للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدعون الناس إلى توحيد الله وطاعة الله، ثم بعد ذلك يدعون إلى الصلاة والزكاة. فالذي لا يوحد الله لا صلاة له ولا زكاة ولا صوم بل كلها باطلة؛ لقوله تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١) وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٢) ويقول تعالى أيضا: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (٣) فلو أنفق الإنسان ما في الأرض ومثل الجبال وهو مشرك ما تقبل منه، كما قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} (٤).

فعلم أن المؤمن الموحد هو الذي لا يدعو إلا الله ولا ينذر إلا لله ولا يذبح إلا لله، فإذا حزبه أمر يقول: يا رب أعطني، يا رب اشفني، يا رب انصرني، يا رب ارزقني، يا رب نجني، يا رب أدخلني الجنة، يا رب ارزقني الولد الصالح، يا رب يسر لي الزوجة الصالحة، وهكذا حكم النذر، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه (٥)»، فإذا قال المسلم: (لله على أن أذبح بقرة) أو


(١) سورة الأنعام الآية ٨٨
(٢) سورة الزمر الآية ٦٥
(٣) سورة المائدة الآية ٧٢
(٤) سورة الفرقان الآية ٢٣
(٥) رواه البخاري في (الأيمان والنذور) باب النذر في الطاعة برقم (٦٦٩٦)، ومسلم في (النذور والأيمان) باب من نذر أن يطيع الله برقم (١٥٢٦).