أما الحديث الثالث: فقد رواه ابن أبي الدنيا عن طريق أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا اللفظ، وفي إسناده سليمان بن زيد الكعبي، وهو ضعيف الحديث، ورواه أبو داود الطيالسي من طريق عمر، وفي إسناده مجهول.
هذا وقد وردت أحاديث صحيحة في الحث على زيارة القبور عامة، للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت، وأما الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم - خاصة فكلها ضعيفة، بل قيل إنها موضوعة، فمن رغب في زيارة القبور أو في زيارة الرسول -صلى الله عليه وسلم- زيارة شرعية للعبرة والاتعاظ والدعاء للأموات، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والترضي عن صاحبيه دون أن يشد الرحال أو ينشئ سفرا لذلك فزيارته مشروعة ويرجى له فيها الأجر، ومن شد الرحال أو أنشأ لها سفرا، فزيارته زيارة مبتدعة لم يصح فيها نص ولم تعرف عن سلف هذه الأمة بل وردت النصوص بالنهي عنها كحديث: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى (١)». رواه البخاري ومسلم.
وبالله التوفيق وصلى الله وعلى نبينا محمد وآله وصحبه وسلم-.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن سليمان بن منيع ... عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان ... وعبد الرزاق عفيفي
(١) صحيح البخاري الجمعة (١١٨٩)، صحيح مسلم الحج (١٣٩٧)، سنن النسائي المساجد (٧٠٠)، سنن أبو داود المناسك (٢٠٣٣)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٤٠٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٣٤)، سنن الدارمي الصلاة (١٤٢١).